الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الأسقف و المطران

كم أعجبتني جدا تلك الكلمات التي ختمت بها مقالتك ....

" ولماذا نقلق على مستقبل الكنيسة التى

هى عروس المسيح وقد فداها بدمه ووعده

الكتابى أمامنا كل يوم ( أبواب الجحيم لن

تقوى عليها) (مت 18:16) نعم فعريسها

حى لا يموت قادر أن يعول الكنيسة ويعولنا

نحن بداخلها الى يوم القيامة فقط علينا ان

نلقى رجائنا عليه فهو يفعل أكثر جداً مما

نفكر ويعطى أكثر جداً مما نطلب"

حقيقي يا اخي الفاضل .... الكنيسة عروس المسيح... الكنيسة جسده .... الكنيسة هي التي قال عنها السيد المسيح ان ابواب الجحيم لن تقوي عليها بالصواب اجبت يا صاحب .. وبالصواب وصفت الكنيسة ولكن للاسف سردت في مقالتك ما هو عكس تلك النهاية الرائعة
 أخذت تصف وتحلل وتُدين وتُناجي وتتمني ... ونسيت ان الكنيسة لها من يسهر عليها ... من هو أكثر حرصا عليها من حضرتك.. من أقام عليها حراس يسهرون ليلا ونهارا علي اسوارها .. وأعطاهم وكالته ... وآمنهم علي ابنائه ... الذين سفك دمه من أجلهم..
 قل لي يا صاحب ... اذ وصفت بكائك علي والدك - نيح الله نفسه - في جنازته بالنفاق .... او اذا وصفت سهرك بجانبه في المستشفي بالرياء ... قل لي ماذا سيكون احساسك ... او ماذا سيكون جوابك اعتقد انك تثور وتدافع ... تدافع عن ارقي مشاعر في الدنيا .. وهي مشاعر الابوة والبنوة وان جاء صديق لك ويقول لماذا تبكيه .. فهو انسان دون المستوي .. او انه انسان لم يقدم ما يستحق ان تفعل له هكذا من اجله .. فابي اعظم منه بكثير.... هل ستقول له نعم هو لم يقدم شئ لكن انا انافقه فقط من اجل مصالح شخصية!!!! ام انك تراه اعظم واحن اب لانه أبوك .. سر وجودك ... اصل حياتك وان كنا يا صاحب نتكلم هنا علي مستوي جسدي واب جسدي ... فمابالك بالاب الروحي ... وكيل السيد المسيح وخليفة رسله فلماذا يا صاحب تلوم علينا محبتنا لابائنا الروحيين ... هم بشر.. نعم يا صاحب .. بشر... لهم ضعفاتهم .. نعم يا صاحب.. ومن ينكر ... ومن يخلو من الضعف لكن هم أبائنا ... الذين وهبنا إياهم المسيح الرب ليرشدونا ويعملونا ويغرسونا في كرمه ... هم الحراس الذين يسهرون علي اسوارها يا صاحب ... هل تذكر قول السيد المسيح

 " كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه

وافعلوه ، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا ،

لأنهم يقولون ولا يفعلون(مت 23 : 3.)

سافترض معك يا صاحب انهم اسوء بشر موجودين علي سطح الارض... سافترض معك هذا .. لكن انظر ماذا يقول الرب ... وماذا سيكون اجابتك عما قاله ... ماقالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه .. لاتنظر يا صاحب لاعمالهم ..يكفيك ان تسمع لاقوالهم
يا صاحب هل نسيت قول الرب ... لا تدينوا لكي لا تدانوا .... تذكر هذا يااخي.. حتي لا تسقط في دينونة عظيمة.. ويكون هؤلاء -بكل صفاتهم الشريرة التي وصفتهم بها-.يسبقون الي الملكوت لانهم استوفوا ادانتهم هنا منك ولا تنسي ان الله هو فاحص القلوب والكلي..... قل لي .. ماذا يُزعجك من محبة الشعب لراعيهم وحبيب قلوبهم ..صاحب الغبطة والقداسة البابا الرسولي الانبا شنودة الثالث لماذا تلوم عليهم محبتهم له ... وقلقهم عليه .... لماذا تلوم عليهم فرحتهم التي يعبرون عليها بمنتهي البساطة والتلقائية عند عودة راعيهم الحبيب من رحلته العلاجية او رحلته الرعوية..
قل لي هل تذكر قول السيد المسيح " من يكرمكم يكرمني" ألم يقولها لتلاميذه وخلفائهم ؟؟!! أليست هذه هي وصية الرب ؟؟ فلماذا يا صاحب لا تنفذ قول الرب ... لماذا يا صاحب لا ترجع الي المرجع الإلهي وهو الكتاب المقدس
قل لي يا صاحب ... الالاف التي تحتشد بالكاتدرائية في استقبال خليفة مارمرقس ...قل لي ماذا يمكن ان يعود عليهم من منفعة في نظير ريائهم هذا - كما يحلو لك ان تصفه- هؤلاء الناس الذين ياتون من المشارق والمغارب ... ويتوافدون من الصباح الباكر ومن الليل احيانا لينتظروا وصول راعيهم .. ماذا يمكن ان يعود عليهم ... فهم يتركون اعمالهم .. ويعطلون مصالحهم .. في مقابل ماذا؟؟؟!!! ايمكنك ان تجيبني هل ياخذ احد اسماء الحضور ويرسل لهم تلغراف شكر... او يرسل لهم احد بعد ذلك كارت توصية من قداسة البابا .. ام ماذا يا صاحب.. اترجاك ان توضح لي لكي افيق من غباوتي وافهم ..ان تلك المشاعر هي مشاعر رياء وليس مشاعر ابناء يتلاهفون لرؤية وسماع ابيهم والاطمئنان عليه
 وهل قداسة البابا بهذه الدرجة من السطحية والجهل والغباء لكي يفرح بتلك الامور المُفتعلة فيرضي عن ذلك ويرقيه او يقربه منه وهل قداسة البابا الذي يشهد له الجميع - الغير المسيحين قبل المسيحين- يشهدون له بحكمته وذكائه وفطنته ... فهل قداسته سطحي وساذج لهذا الدرجة لكي يأتي احد الطامعين في الكرسي المرقسي ويحاول دس الوقائع بينه قداسة البابا وبين منافسه علي الكرسي... وياللعجب ... قداسة البابا بكل حكمته وعقله ورجاحته ينساق بهذه الطريقة ويبعد هذا الاسقف الذي تم تلفيق الوقيعه له يا للعجب ... فقداسة البابا الذي يشهد له الجميع برجاحته ورزانته.. تصفه حضرتك بالسطحية .. وعجبي علي ذلك..
اما بالنسبة للمثال السخيف الذي اوردته ... علي حد علمي فان نيافة الانبا مكاريوس لم يقدم برامج للفضائيات غير برنامج واحد وهو ابائيات وقد تشارك في تقديمه مع نيافة الانبا رافائيل... والان يقوم بتقديمه كهنة وعلمانيين اخرين... فمن اين اتت تلك الفضائيات التي يتهافت عليها الاب الاسقف.. إلا لو انك تملك فضائيات اخري غير التي نملكها جميعا والمعروفة لنا جميعا وهي سي تي في واغابي اما بالنسبة لتحديد ماركة السيارة مكان الشراء... فهل كنت معه حين طلب هذا وحدده؟؟!!!!! ... هل سمعته عندما حدد موديل السيارة ومكان شرائها!!!!!!!!! ام هي مجرد افتراضات سخيفة وضعتها حضرتك ثم صدقتها!! لماذا لم تفترض بان يكون اخر هو من اشتراها من نفسه ... او ربما يكون هناك من قدمها هدية له... من اعلمك؟؟!!! ومن عينك محاسبا له
الكمبيوتر والفاكس والتليفونات.... كلام مُضحك للغاية... يا صاحب يا من تري نيافته جاهلا لانه لم يُكمل دراسته الجامعية .... هل تعلم ان مفهوم الجهل في عصرنا هذا هو من يجهل الكمبيوتر والانترنت.. ولا تقل بغباوة ماذا يفعل بهما راهب... يا صاحب هذ ا الراهب هو اب اسقف يخدم في وسط شعب له احتياجات ومتطلبات... علي الاقل يجب ان يتابعهم.
الكمبيوتر دخل في جميع مجالات الخدمة الآن ... وحتي في مهرجان الكرازة يوجد قسم للتكنولوجيا .... والعديد من المؤتمرات واللقاءات التي تنعقد لمناقشة استخدام التكنولوجيا في الخدمة لكي تصل الي المخدوم ..يجب ان تكلمه بلغته هو لكن يفهمك وليس بلغتك انت .. ولا يجب عليك ان تفرض عليه لغتك.
حضرتك دكتور واخصائي ومثقف... وبالطبع سمعت عن اديسون مخترع المصباح الكهربي... هل تعلم ان اديسون قال عنه معلمه ذات يوم انه اسوء واغبي شخص ولن ينفع في اي شئ ولا أمل فيه ... واديسون هذا لم يكمل تعليمه .. ولكن اصبح المخترع العظيم..
هذا الاب الجاهل ..الذي لم يصل في تعليمه للتعليم الجامعي وارق واعظم الشهادات مثل حضرتك .... اثري المكتبة المسيحية بمجموعة ضخمة من المجلدات والابحاث عن شخصيات كنسية وتفسيرات كتابية .. بالحق هو انسان جاهل!!!
 عجبي.. كيف تلوم عليه انه لم يكمل تعليمه وتعايره بهذا .. وكيف تلوم ايضا في ذات الوقت علي استخدامه للكمبيوتر ... أليس هذا يحمل تناقض غريب أم ان الهدف هو النقض والافتراء والتجريح وتلفيق التهم وتزيف الحقائق
نيافة الانبا مكاريوس عندما تتحدث اليه ... تجد شخصية عجيبة فعلا... فهو يتمتع بالبساطة والتواضع والادب الجم .... قليل الكلام .... محب رقيق القلب... علي درجة عالية من المعرفة والثقافة والعلم... اذا ناقشته في السياسة علمك .. اذا سألته في الادب جاوبك .. واذا حدثته في العلم حادثك ويغلف كل هذا ايمان ثابت وفكر لاهوتي عميق وفكر كنسي اصيل .. فهو علامة بحق ولديه ما قد يفتقده الكثيرين من اصحاب الشهادات العليا .. الذين يصنفهم العالم الان بأنهم جهلاء
أما بالنسبة للمرائين الذين ذهبوا يبكونه لقداسة البابا ... قل لي يا صاحب تلك الالاف التي توافدت لدي المقر البابوي كثيرا باكية وتطالب بعودته ...قُل لي ماذا ينتفعون .. فلو عشرة اشخاص او عشرون او خمسون او حتي مائة ..قد يمكنني ان اقول انهم يطمعون في شئ..لكن تلك الالاف فيطمعون في ماذا؟
هل قرأت جريدة المصري اليوم ..التي وصفت مشهد عودة نيافته - ليست جريدة دينية ولا تجامل نيافته- ذكرت المجلة ان اكثر من ستة الالاف شخص تجمعوا في موكب مهيب من عند مدخل المنيا وفي المطرانية في انتظار عودة الاب الاسقف فما تعليق سيادتكم علي ما قالته تلك الجريدة ... هل هم ايضا منافقين وطامعين .!!! فهل يمكن ان تقول لي في ماذا يطمعون ؟؟
ما تعليق سيادتكم علي الآلآف التي تحضر اجتماع نيافته..الخمس،الاحد،الاثنين... هل كل تلك الألأف هم مراؤون ومنافقون!! فما مصلحتهم اذن!!
قد يكون من السهل ان تجمع خمسة - عشرة - مئة يهتفون لك... ولكن اذ اجتمع الآلآف وعبروا جميعهم علي شئ واحد وهو محبتهم وتقديرهم لذلك الاب الاسقف واحتياجهم الشديد له ولخدمته وابوته ومحبته ....فهل كل هؤلاء منافقين!!!
أما بالنسبة للسكرتارية التي تزين مكتب نيافته ... قل لي ياصاحب.. هل حاولت قبل ذلك مقابلته وتم منعك من قبل السكرتارية؟؟!! لا اعتقد هذا ... فمكتب نيافته مفتوح للجميع طوال الوقت .. أطفال وكبار .. شباب وعجائز ... الكل يلتفت إليه .. والكل يزوره ... والكل يخاطبه ... ونيافته يسمع ويجامل ويضمد ويحتضن الجميع دون ضجر أو ملل
أما بالنسبة للسكرتارية فهي لتنظيم الامور والمواعيد وأعتقد انه من غير اللائق ان يأتي شخص طالبا مقابلة سيدنا في وقت يكون سيدنا مشغول فيه باجتماع او بمقابلة اخري ... هل تعلم يا صاحب قوي مار بولس ان إلهنا هو إله نظام وليس إله تشويش.. هل تعي معني ذلك .. أم ان الهرج والمرج أصبح سمة سائدة لنا في حياتنا .. ومن حاول تنظيم الامور أتهمناه بالكبرياء!!!
دعني اختم كلامي بجملة اقتبسها منك ختمت بها مقالتك ........ تعالوا معناً يا أصحاب النيافة لنركع تحت قدمى المسيح المثبتتين بالمسامير على خشبة الصليب ونعترف جميعاً بخطايانا الاكليروس والشعب ونقدس صوماً حتى يعطينا الله الفرج والراحة من جنبه المفتوح..فهل من مجيب؟!! فهل يمكن ان تعود تحت قدمي الحبيب المسمرتان بالمسامير وتركع عند صليبه طالبا منه ان يتحنن عليك وعلينا ويرحمنا ويبعد عنا الشكوك وفاعلوها

ليست هناك تعليقات: