الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

خبر هام

شدتني جدا تلك المقالة .. واسترعت انتباهي بشدة ..مما دفعني لمراجعة تلك المواضيع التي تم عرضها .. وخاصة انها تصل إلي درجة من الخطورة
ليس لأنها تمس أسقف بالكنيسة ..ولكنها تمس كل الشعب المسيحي بالمنيا
فقد يُعثر الكثيرين عندما يروا هذا فعلا يحدث داخل الكنيسة.. وعلي يد من.. علي يد الأب الأسقف .. ولذلك قررت –وخاصة اني من شعب المنيا – مراجعة تلك الامور لأري حقيقتها
وللأسف عندما حاولت ذلك ..صُدمت بشدة ..لأنني وجدت واقعاً مختلفاً تماماً عما تم ذكره في المقالة .. وكم أزعجني هذا بشدة ..وخاصة بكون المقالة بعيدة كل البُعد عن الحقيقة..فلا اعلم ما هدف ذلك او ما ورائه ...
أولا بالنسبة لما تم ذكره عن كنيسة الأنبا انطونيوس بالمنيا .. بالرجوع للأباء الكهنة بالكنيسة وخدام وشعب الكنيسة ومناقشتهم في تلك الأمور .. وهل ما حدث كان بناء علي تعليمات نيافة الأنبا مكاريوس.. ام انه جاء بناء علي حيثيات رآها أباء الكنيسة..
أكد أباء الكنيسة أن نيافة الانبا مكاريوس لا يحاول التدخل في شئون الكنيسة الداخلية علي اي مستوي.. لكنه نيافته يترك ترتيب الشئون الداخلية للكنيسة للاباء .
وان علاقة نيافته بالكنيسة لا يزيد عن أن نيافته له مكتب وسكن خاص به في الطابق الثاني من الكنيسة ..

والكنيسة مثلها مثل أي كنيسة اخري بالايبارشية تخضع لرعاية نيافة الانبا ارسانيوس مطران الايبارشية ونيافة الانبا مكاريوس اسقف عام الايبارشية

ثانيا بالنسبة لموضوع نادي الأطفال الذي تم نقله لشلبي ... قامت الكنيسة بشراء تلك الأرض من فترة كبيرة جدا –قبل سيامة أنبا مكاريوس اسقفاً- بل قبل مجيئه للمنيا.. وهي ارض واسعه .. قامت الكنيسة بتجهزها لتكون نادي وملعب لأطفال وشباب الكنيسة .. لأنه كان يقتصر نادي الكنيسة علي الدور الثاني بالكنيسة او الثالث .. وكانت المساحة محدودة لا تعطي فرصة للأطفال أن ينطلقوا او يلعبوا بحرية ..ومما هو معروف أن الأطفال بهم طاقة كبيرة يريدون أخراجها في اللعب.. وهذا كان يصعب حدوثه في وقت تواجد النادي بالكنيسة .. وكان ينتج عن هذا نفور الكثير من الاطفال من النادي واتجاههم للشارع للعب بحرية .. ولذلك حرصا من الكنيسة علي مصلحة ابنائها وخوفا عليهم ..فكرت الكنيسة في شراء تلك الارض لأقامة ملعب متكامل هناك .. والأرض يحيط بها سور كبير لحماية الأطفال .. كما ان الأتوبيس الخاص بالتربية الكنسية يقوم بنقل الاطفال من والي الكنيسة .. وذلك في وجود الخدام المسئولين عنهم .. وهذا ينفي وجود اي نوع من الخطر الذي يحيط بالأطفال
وكما اوضح الخدام أنه يمكن مراجعة الكشوف التي توضع نسبة حضور الاطفال للنادي الكنسي وقت وجوده بالكنيسة وحين تم نقله لشلبي .. وكانت النسبة الأكبر للحضور عند توافر المساحة الكبيرة في الارض التي تتيح الفرصة للاطفال للعب والاستمتاع
كما أن وجود النادي بالكنيسة – مكان العبادة –  كاد يُفقد الاطفال احترامهم وتوقيرهم للكنيسة .. وهذا كان من أهم الأسباب أيضاً التي دفعت الكنيسة لنقل النادي .. لمكان اخر – شلبي- ليكون الاطفال تحت رعاية الكنيسة ويكون في نفس الوقت بعيد عن مبني الكنيسة نفسه – مكان الصلاة والعباده – حتي لا يفقد ذلك المكان رهبته وخشوعه
أما بالنسبة لقاعة العزاء .. فلقد شرح لي الاباء قصتها ... كنيسة الأنبا انطونيوس تُعد من أكبر الكنائس بالمنيا .. وأنبا انطونيوس له محبيه وزائريه .. ولا يقتصر فقط الحضور علي شعب الكنيسة فقط .. بل كثيرا ما يتجاوز الحضور الألفان أو الثلاثة بل وقد يصل للخمسة الآلآف... والكنيسة تعتمد علي الدخول والخروج منها علي باب مبني الخدمات المرفق بها .. ومساحة الاستقبال (الريسبشان) بمبني الخدمات مساحة ضيقة للغاية .. وعند خروج تلك الاعداد الغفيرة من الكنيسة ..يحدث اختناق .. وهذا قد يسبب العديد والعديد من المشاكل .. اقلها المشاكل الصحية .. وفي ظل تلك المساحة الضيقة لا يستطيع الناس الدخول او الخروج بسهولة أو أن يحي الناس بعضهم بعد انتهاء الكنيسة .. وهذا هو الحال الان ... ولكن قبل ذلك كان يوجد قاعتان للعزاء _ إحدهما للرجال والأخري للسيدات- فإن كان الوضع هكذا الآن – وبعد ازالة القاعات- فكم تتخيل الوضع حين كانت القاعتان تشغلان جزء من تلك المساحة الضيقة لتصبح اكثرا ضيقاً واكثر اختناقاً
ونقطة اخري تعرضت لها الكنيسة كثيراً – بل وعانت منها – أنه قد يتصادف كثيرا وجود أكليل – زفاف – بالكنيسة في ذات الوقت الذي يوجد به عزاء .. ويكون الوضع كالتالي.. قاعتان العزاء بمدخل بوابة مبني الخدمات المرفق بالكنيسة ... والعروسان يدخلان من ذات البوابة مع مصاحبة الاقارب والزغاريد والاصوات العالية.. وهذا امر مُتعب فعلا.. فلا تستطيع أن تطلب من أهل العرس أن يصمتوا – لان هذا حقهم ان يفرحوا بالعرس – وفي ذات الوقت يكون مؤلم جدا للذين لديهم حالة الوفاة
ولذلك فكرت الكنيسة في إلغاء قاعة العزاء الملحقة بالكنيسة ... والاكتفاء بقاعات العزاء الاخري مثل قاعة انبا ارسانيوس بملجأ البنين .. وغيرها..
أما عن مكتب نيافة الأنبا مكاريوس بالكنيسة .. فلم أكن في حاجة لسؤال الأباء عنه .. لآني ذهبت لذلك المكتب قبل ذلك ورأيته .. ولم أري الفايف ستارز التي أشار إليها الكاتب .. مكتب نيافته بالكنيسة بسيط جدا ..مكون من غرفتين .. الخارجية للسكرتير ..بها مكتب وانتريه بسيط .. والأخري خاصة بنيافته .. كانت تحوي –الي وقت قريب أنتريه بسيط فقط –وتم اضافة مكتب لنيافته منذ ثلاث أشهر تقريبا او أقل ,, أما الفاصل بين الحجرتين ..لوح زجاجي من خامة سيئة جدا ومُستهلك
والمكتب ليس به اي ديكورات او اي اثاث مُبالغ فيه ..بل هو مكتب يتسم بالبساطة .. إلا لو كان الكاتب يقصد مكتبا أخر لنيافته بالكنيسة غير مكتب نيافته الذي بالدور الثاني والذي نعلمه جميعا.
وبمقارنة مكتب نيافته بمكتب الاباء الكهنة – المجاور لمكتب نيافته مباشرة – فان مكتب نيافته ابسط كثيرا من مكتب اباء كهنة الكنيسة!!!
أما بالنسبة لموضوع الكنيسة الأثرية .. فمنذ متي كانت كنيسة القديسة دميانة أثرية؟؟؟!!!! متي حدث ذلك بالضبط .. لنكون علي علم؟؟
كنيسة القديسة دميانة .. كائنة في مبني تابع للمطرانية .. مبني قديم متهالك قابل للسقوط في أي وقت .. والكنيسة لا تزيد عن كونها قاعة صغيرة بالمبني .. فمن اي جاءت لها الأثرية والتابع الرهباني الفريد!!!
ثانيا الكنيسة لا تزال موجود.. ويًصلي بها.. وكنا نحضر بها قداسات الصوم الكبير هذا العام.. وأعتقد ان الصوم الكبير لم يمر عليه عام!! فكيف أن نيافته قد حولها لمخزن منذ قرابة العام!!!
الدور الثاني من ذلك المبني المتُهالك هو الذي يتم فيه تخزين بعض أشياء
النقطة الأهم.. " كان يقوم بتوزيعها على فقراء أخوة الرب اللذين كان يقايضهم بهذه الهدايا شريطة تركهم كنيستهم الطائفية فى القرى والجرى وراء نيافته للمطالبة به نظير هذه العطايا ولم يجد نيافته مخزن مناسب لهذه العطايا التى زادت عن حد التوزيع" .... هذه الجملة بها الكثير والكثير من التجاوز والحماقة ... ولكتي مضطرة أن أرد عليها بالرغم من ذلك !!
منذ متي تُقايض الكنيسة أحد علي الدخول إليها .. ما نعلمه أن الكنيسة ميناء الخلاص.. مفتوحة أمام الناس جميعا لمن يريد ان يخلص ويدخل .. ولكننا لم نسمع يوماً ما أن الكنيسة قايضت أحد علي الدخول مقابل اي شئ
وما تتحدث عنه -إما عن جهل بالموضوع أو عن علم بحقيقية الموضوع ولكن بدوافع شخصية خفية ولكن سأفترض حسن النية وسأعتبرها جهل وسأقوم يتوضيح الأمور- من أهم الخدمات التي أسسها نيافته في المنيا هي خدمة قري والتي يقوم بها الدياكونية والمكرسات بالايبارشية .. خدمة القري التي ليس بها كنائس أرثوذكسية ..مما قد يضطر الشعب الأرثوذكسي بهذه المناطق ان يسير مسافات كبيرة كل أسبوع ليتمكن من حضور قداس ببلدة أخري!!!
أما تلك الأشياء التي يتم تقديمها – والتي تسميها نفايات- هل تعلم أن هناك قري في محافظة المنيا تحت حد الفقر .. فليس لديهم ماء للشرب أو كهرباء أو أي شئ من ذلك .. واعتقد ان الكاتب طبيب ومن المفترض أنه يستطيع ان يميز ويعلم خطورة ذلك
الكاتب الفاضل .. هل قرات رسالة مار يعقوب الاصحاح الثاني أيه 15 – 19 ..
"15إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت
اليومي 16فقال لهما أحدكم : امضيا بسلام ، استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد ، فما المنفعة 17هكذا الإيمان أيضا ، إن لم يكن له أعمال ، ميت في ذاته 18لكن يقول قائل : أنت لك إيمان ، وأنا لي أعمال أرني إيمانك بدون أعمالك ، وأنا أريك بأعمالي إيماني 19أنت تؤمن أن الله واحد . حسنا تفعل . والشياطين يؤمنون ويقشعرون".
بالرغم من انها نفايات لكن مار يعقوب وضح أهمية تسديد احتياجات الجسد لأخوة الرب والمحتاجين والفقراء..
وإن كانت نفايات كما تدعوها.. فلماذا تؤسس الكنائس بل وتهتم بخدمة أخوة الرب.. وليس الكنائس الأرثوذكسية فقط بل كل الطوائف الأخري..
كيف تعلم شخص عن الملكوت والخلاص والرجاء الأبدي وهو لا يجد ما يجعله يحيا حياة آدمية!!
فالكنيسة تعلن دائما ايمانها بحياة معاشة وخدمة دائمة لكل الناس.. لكل من يحتاج .. وارجوك أن تفهم جيداً كلمة كل الناس.. فتلك الخدمة التي أسسها نيافة الانبا مكاريوس والتي يقوم بها خدمة الدياكونية والمكرسات بالايبارشية لا تقتصر علي المسيحين فقط أو الأرثوذكس فقط .. لكنها تُقدم للانسانية.. لكل من يحتاج يد المعونة ..ليستطيع ان يحيا علي الأقل في مستوي أدمي لائق بانسانيته..
واعتقد انه هناك أيضاً الهيئة القبطية الأنجيلية تقوم بخدمات مثل هذه .. لماذا لم تتهمهم بأنهم يقدمون تلك الخدمات للناس مقابل ان ينضمون للكنيسة البروتستانت .. ام أن التهمة فقط توجه بمنتهي السهولة للكنيسة الأرثوذكسية!!
يا صاحب .. ما أسماه مار بولس بالنفايات .. هو ان تهتم بشئون الجسد علي حساب أمور الروح .. او بمعني اخر ان تُبالغ في الاهتمام بأمور الجسد وان تجعلها هي محور حياتك ... لكن الله نفسه هو من بارك في الخمس خبزات والسمكتين حتي يسدد احتياج جسد لما يزيد عن خمسة الالآف نفس!!
وهناك أمر اخر في غاية الخطورة .. نحن لا نحمل أي كراهية لأحد .. فهذا ليست تعليم مسيحية.. بل تعلمنا كيف نحمل الحب لكل الناس.. ولكن لا يكون هذا علي حساب تمسكنا بايماننا .. وهذان لا يتعارضان مع بعضهما البعض.. فالكنيسة تسلم ابنائها الايمان الصحيح المستلم من مار مرقص ومن الرب شخصيا .. ولكن لاتورثهم كُرهاً لآحد
نقطة اخري تعرضت لها في مقالك .. أن نيافته يوزع تلك الهدايا نظير ان يجروا وراء نيافته والمطالبة به .. عجبي علي هذا !! ممكن تذكر لي أين ومتي حدث هذا!! الذي طالب بعودة سيدنا نيافة الأنبا مكاريوس هو سيدنا نيافة الأنبا ارسانيوس وشعبه ابناء ايبارشيته جميعا.. فشعب المنيا يحظي برعاية وخدمة أبينا المطران المكرم نيافة الأنبا ارسانيوس .. ولكنه أراد ايضا أن يجمع بين قطبي الأبوة والمحبة والخدمة.. ولقد باركه الله ومنحه تلك العطية الثمينة وهي رعاية العملاقان الكبيران..أنبا ارسانيوس وأنبا مكاريوس.. الله قادر أن يحفظها لشعبهما وابنائهما ..بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا سنودة الثالث
أخيراً .. أطلب من الكاتب الفاضل أن يتذكر أن " الويل لمن تاتي من قبله العثرات" فقد يُعثر الكثيرين مما كتبته بعدم معرفة او بدواعي شخصية.. او لأي سبب!!!

ارجوك ... من اجل اسم المسيح .. ان كنت لا تعلم ولا تفهم ..فادخل الكنيسة برأس مطاطئ واطلب من الله الفهم والحكمة حتي لا تتسبب في تعب أخرين وحتي لا تكون سبب عثرة لهم ... ام ان كنت تفهم ولكن تبغي المراوغة فهذا شئ أخر... ولكن كل ما اقوله لك... احذر .. احذر ... فالله لن يترك كنيسته ... الله حارس لها... ولا تنسي قول السيد المسيح الويل لم تاتي من قبله العثرات

ليست هناك تعليقات: