الجمعة، 16 أبريل 2010

لماذا التجسد

قبل بدء الرد علي ذلك التجاسر السخيف علي سر الاقخارستيا .. أفضل أن أوضح بعض النقاط التي تخص ذلك السر

أولاً كلمة "اصنعوا هذا لذكري" التي قالها الرب ماذا تعني؟؟!!

إذا ما رجعنا لكلمة ذكري في اليوناني - وهي اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس- نجدها كلمة " انامنسيس"
وكلمة أنامنسيس تعني استعادة حدث
أي ليست ذكري شئ غائب .. ولكنها استعادة حدث لفعل تم ... اي حدوث نفس الفعل مرة أخري
فهي استعادة حدث لما فعله الرب يوم الخميس الكبير
ولان ما يفعله السيد المسيح بناسوته يأخذ قوة لاهوته ... فبذلك اي فعل يقوم به .. يخرج من دائرة الزمن .. ويصبح فوق الزمن
وبالتالي فان ذبيحة الصليب هي ذبيحة ابدية دهرية .. فوق الزمن
وبذلك فعندما أعطاهم السيد المسيح جسده يوم الخميس ودمه .. فكان بيعطيهم جسده حقيقي ودمه حقيقي

والموجود علي المذبح هو جسد ودم حقيقي... فالكاهن يأخذ من ذات الذبيحة المعلقة علي الصليب ويعطي شعبه
فالذكري هنا .. هي ذكري الشئ من الشئ.. اي استعادة حدث ... اي ان الحدث بذاته يحدث مرة اخري

وإن لك يكن هذا جسد حقيقي ودم حقيقي .. ما كان بولس الرسول قال


إذا أي من أكل هذا الخبز ، أو شرب كأس

الرب ، بدون استحقاق ، يكون مجرما في

جسد الرب ودمه (1كو  11 : 27)


فلماذا يكون مجرماً اذا أكل خبز عادي وشرب خمر عادي!!!

وماذا عن قول الرب


"أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء .

إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد .

والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي

أبذله من أجل حياة العالم (يو 6 : 51)


هذا هو الخبز الذي نزل من السماء . ليس


كما أكل آباؤكم المن  وماتوا . من يأكل هذا

الخبز فإنه يحيا إلى الأبد (يو 6 : 58)


فما هو هذا الخبز الذي يعطي الحياة إلي الأبد

هل تذكر يا صاحب  تلك الأية 


" إن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت

الله"  1 كو 15 : 50


فكيف كان لنا هذا !! أليس عن طريق شجرة الحياة والموت!!
وإلي ما كانت ترمز تلك الشجرة؟؟!! أليست إلي صليب ربنا يسوع المسيح!!

ونرجع مرة أخري إلي ان من يأكل من هذا الجسد يحيا إلي الأبد

فالافخارستيا هو أهم الأسرار ويسمى "سر الأسرار" واهم عمل تقوم به الكنيسة، عن الافخارستيا قال السيد المسيح بفمه الطاهر:


" الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ

ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ

فِيكُمْ".(يوحنا 53:6)





وبعد هذا التوضيح يمكنني العودة لمقالتك للرد عليها ولكن بعدما أكرر ثانية نفس العتاب 

يا أبائي كهنة كنيسة الأمير تادرس الشاطبي بالمنيا ... يا حراس العقيدة .. يا وكلاء سرائر المسيح .. يا من أئتمنتكم الكنيسة علي مقدساتها ... كيف تسمحون لمن يتجاسر علي الاسرار أن يتقدم للتناول من جسد الرب ودمه
كيف تسمحون لمن يشكك في الجسد الموضوع علي المذبح بأن يتقدم إليه!!
وانت يا صاحب ..يا من تشكك في ذاك الجسد .. لماذا تتقدم إليه لتتناوله؟؟!!
إن كنت لا تؤمن بان هذا هو جسد حقيقي ودم حقيقي ليسوع المسيح ربنا الذي يُعطي خلاصاً وغفراناً لخطيانا ..فلماذا تتقدم للتناول منه!!!
لماذا لاتذهب لمن يقدمونه كمجرد تذكار غائب!!
كم أتعجب من تلك الازدواجية التي تحيا بها!!!
ولكني حقيقي اطلب أن يرحمك الله ويرشدك ويهديك !!





1) هل تجسد ليعطينا جسدة لنأكله ام ليفدينا
به علي الصليب ؟!


تجسد السيد المسيح لكي يفدينا.. واعطانا جسده ودمه علي المذبح لكي نستطيع أن نتحد به ونحيا إلي الأبد .. فالسيد المسيح بذل وسفك جسده ودمه علي الصليب لغفران الخطايا .. ووضعهما لنا كرصيد لنأخذ منهم .. ولكن كيف يتم هذا؟؟!!
فهو أعطانا جسده ودمه علي المذبح ليكون لنا امكانيات الاتحاد به وان نحيا إلي الابد عندما نتحد به ونأخذ جسده ونشرب دمه



2)  لو اكلنا كل اجزاء النبات هل نثبت في

 النبات او نأخذ جزء من طبيعته ؟!


يا لها من كلمات حمقاء تسخر من سر الاسرار بكل وقاحة
يا صاحب .. ليس معني انك تتحد بشئ أنك تاخذ طبيعته .. ولعلك درست في كليتك ذات يوم "كلية الطب- كليات القمة يعني" او ربما في دراستك ذات يوم .. أن الانسان يأكل الطعام وهذا الطعام يتحول داخله إلي مواد تبني جسده ..
ولعلك تسمع البسطاء يقولون
"لحم كتافي من خيره"
فماذا تعني هذه الكلمة ؟؟!!
هل يكون وضح له لحماً حقيقياً!! أم أنها تعبير علي أن مصدر الطعام الذي يؤكل فيُبني الجسم!!
فعندما نأكل النبات او الحيوان يتحول بداخلنا إلي مواد لازمة لبناء اجسامنا.. وبذلك اذا قولنا ان النبات او الحيوان يبني اجسامنا هل نكون مُخطئين؟؟!!

ومع الفارق طبعا بين هذا وبين أكلنا وشربنا لجسد ودم الرب
فنحن نأكل جسد الرب ونشرب دمه .. لنأخذ به إمكانيات الحياة .. فنحنه نأخذه لاهوت وناسوت ... لنأخذ أمكانيات غفران الخطية المُعطاه لنا بالصليب

3) عن خروف الفصح – مثال ذبيح الصليب

جيد انك تعلم ان خروف الفصح رمز للصليب .. فلماذا لم يكتفوا بذبح الخروف فقط ورش دمه علي العتبة العليا والقائمتين!! لماذاكان يجب ان يأكلوه ولا يبقوا منه شيئاً إلي الصباح!!

4) هذا اصنعوه لذكري
بالنسبة لموضوع الذكري ..فقد قمت بالرد عليها في المقدمة ... فبالرجوع لكلمة ذكري في اصلها اليوناني - التي كثتب بها الكتاب المقدس" نجدها تاتي بكلمة انامسيس
انامسيس تعني استعادة حدث ... اي حدوث الحدث بذاته مرة اخري
وللتشبيه .. فعندما تأكل طعام ما ويعجبك .. وتريد أن تأكله مرة فأنك تتطلب ممن يعد الطعام وتقول له اصنع لي طعام مثل الذي اكلته بالأمس ..فهل يقول لك تذكره .. أم يصنح لك مثله!!!
فهنا الذكري ليست ذكري شئ غائب ولكنها استعادت حدث


5) هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم ... هذه

الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك

عنكم ) ( لو 22 : 17-23 )



هل تعلم ان هذا اسم اشارة للحاضر ... بمعني ان كلمة هذا اشارة لشئ موجود فعلا.. فعندما يشير السيد المسيح للخبر ويقول هذا هو جسدي.. يبقي جسده فعلا

6) متي حدث هذا البذل وهذا السفك هل عند عشاء الرب ام علي الصليب ؟!

حدث بالطبع علي الصليب .. ولكن لان مايصنعه الله بناسوته يأخذ قوة فعل لاهوته ... وبالتالي يخرج خارج نطاق الزمن .. وبذلك يستطيع ان يقدم المسيح جسده ودمه حقيقي اللذان سيسفكا علي عود الصليب يوم الجمعه

7) لو كان تحول الخبز الي جسد في يد المسيح لكنا لا نحتاج الي

صليب ولا تعذيب

لا يا صاحب ..كيف هذا ... إن كان الخبز والخمر يستمدا حقيقتهما من ذبيحة الصليب... فكيف نكتفي بهم دون صليب والآلآم
أكرر مرة اخري... الكاهن يأخذ من ذات الذبيحة المعلقة علي الصليب ووكأنه يضع الكأس تحت جنب المصلوب ليمتلئ ..ويأخذ من الجسد المصلوب ويضع في الصينية
فإن لم يكن هناك صليب ولا الآلآم فإلي أي شئ سيتحول الخبز والخمر!!!

والخبر والخمر الموضوع علي المذبح يتحولا إلي جسد ودمي حقيقي.. لاهوت وناسوت ...لأننا نؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين
وبالفعل كما قال نيافة الانبا رافائيل.. فنحن نشكر الله أن التحول لا يحدث ظاهرياً .. لأننا لن نستطيع التقدم إلي الأسرار إن كان التحول ظاهري.. لأننا لسنا أكلين لحوم بشر ...فهذا حق فعلاً
فالتحول يحدث علي مستوي سرائري حتي نستطيع أن نتقدم إلي الاسرار ونتناولها
ومفهموم كلمة سر عندنا .. هو الحصول علي نعمة غير منظورة تحت اعراض منظورة ... والنعمة الغير منظورة هي الاتحاد بالجسد والدم .. أما الاعراض المنظورة هي الخبز والخمر
وبالفعل كما قال ابونا تادرس يعقوب ان التحول يحدث في الجوهر وليس في المظهر

8) وكأننا استطعنا تحضير الله او استحضاره
يا صاحب ... في اسرار الكنيسة العامل في الاسرار هو الله .. ففي الافخارستيا ..يعير الكاهن يديه وصوته للسيد المسيح وهو من يبارك وهو من يحول الخبر والخمر الي جسده ودمه
والكاهن يستدعي روح الله ليحول هو الخبز والخمر لجسد ودم
فليس الكاهن هو من يقوم بذاته بالتحويل
اما عن موهبة استدعاء روح الله.. فتلك الموهبة منحها الله لعبيده الكهنة كوكلاء سرائر الله

9) فان كان يحدث تحول في خبز التناول الي جسد المسيح فعلي

اي مستوي او مرحلة يحدث التحول

أكرر للمرة المليون أن ما يصنعه السيد بناسوته ياخذ قوة وفعل لاهوته .. أي العمل الذي يشترك فيه اللاهوت يصبح فوق الزمن ...
وبالتالي فالجسد الموضوع علي المذبح هو جسد المسيح ... في جميع مراحله منذ ميلاده وحتي صعوده ... وهذا ما نذكره في القداس

"بموتك يارب نبشر وبقيامتك وصعودك الي السموات نعترف"

فلا يصح ان نقول ان الموجود علي المذبح هو جسد المسيح في اي مرحله


واذا لم نتاول فكيف سنثبت فيه كالجسد مع الرأس، وتؤمن الكنيسة أنه ليس مجرد خبز وخمر، بل يتحول بفعل الروح القدس إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب
ونصلي في القداس معلنين إيمان الكنيسة:




"يعطى عنا خلاصاً وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه"

وهي مقتبسة من كلمات السيد المسيح نفسه، راجع (متى 26:26-28، مرقس 22:14، لوقا 19:22؛ يوحنا53:6-58، كورنثوس الاولى 16:10 و 23:11-35).


والذبيحة المقدمة على الصليب ما تزال قائمة، والدم المسفوك على الجلجثة ما يزال مهروقاً في الكأس في كل ليتورجية، وفي نهاية القداس يصرخ الكاهن:


"جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح بن إلهنا هذا هو بالحقيقة آمين"


فيجاوبه الشعب

"حقا نؤمن".

ونقول كما قال بولس الرسول أنه إن كان هناك من له إيمان أخر أو فكر أخر..

"إما نحن فلنا فكر المسيح"

وكما يوضح الرسول بولس ان ما استلمه في بداية إيمانه ..لم يكن محاضرات لاهوت أو طقس او عقيدة أو تثليث وتوحيد ولكن ما أستلمه هو إقخارستيا


" لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في

الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا


هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري كذلك الكاس

ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي

اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري"


ولقد قمت بتوضيح معني كلمة ذكري

كما أيضأ هناك الأيات الواردة في سفر أعمال الرسل حول إجتماع المؤمنين مع الرسل علي توزيع جسد الرب


وكانوا يواظبون على تعليم الرسل ، والشركة ، وكسر الخبز ،

والصلوات (اع 2 : 42) 



 
وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة . وإذ هم كسرون
 
الخبز في البيوت ، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب
 
(اع 2 : 46)
 

بالرجوع إلي أصل كلمة يكسرون الخبز في اليوناني ..وُجدت انها ترجمة غير دقيقية ... ولكن الترجمة الأدق هي توزيع جسد الرب ودمه .. إي افخارستيا

ليست هناك تعليقات: